مدينة الحب مشرفة مميزة
![مشرفة مميزة مشرفة مميزة](https://2img.net/h/www.lovemersal.com/vb/images/awards/mush.gif)
![مدينة الحب](https://2img.net/u/3011/11/37/26/avatars/4-91.jpg)
عدد المساهمات : 652 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 12/01/2010 العمر : 34
![السياسة تملأ خزانة الألم بجوائز أوسكار 2010 Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: السياسة تملأ خزانة الألم بجوائز أوسكار 2010 الإثنين مارس 22, 2010 9:01 pm | |
| السياسة تملأ خزانة الألم بجوائز أوسكار 2010 محمد الكفراوي 3/12/2010 12:39:00 AM GMT | |
كشف حفل توزيع جوائز الأوسكار الأخير عن انحياز واضح لدى أعضاء الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية "أوسكار"، إلى القضايا السياسية أو تغليب البعد السياسي على الفني في أكثر من جانب خلال الحفل، سواء على مستوى منح الجوائز المختلفة، أو على مستوى التنظيم والإعداد للحفل الكبير، الذي أقيم على أكبر مسارح مدينة هوليوود، أو حتى على مستوى كلمات الفائزين بالجوائز، وما تضمنته من تعبيرات ومواقف سياسية واضحة.
طغت المفاجآت على أجواء الحفل، ووصلت هذه المفاجآت إلى ذروتها بحصول فيلم "خزانة الألم" للمخرجة كاثرين بيغلو على جائزة أحسن فيلم، رغم إمكانياته المتواضعة في رأي النقاد وصناع السينما. وقد حصل هذا الفيلم على 6 جوائز من 9 ترشيحات، من بينها جائزة أفضل مخرج. وهي المرة الأولى التي تذهب فيها هذه الجائزة إلى مخرجة بعد 82 عاما هي عمر جوائز الأوسكار.
واستطاع هذا الفيلم أن يتغلب على فيلم "أفتار" الذي كان مرشحا لحصد معظم الجوائز، بعد أن حقق إيرادات وصلت إلى ملياري دولار، وشهد له النقاد والجمهور والأكاديميون والمتخصصون في صناعة السينما بجودته فنيا، والتميز بروح الإبهار الفني والتقني في صناعته.. إلا أنه حصل على ثلاث جوائز فقط من 9 ترشيحات.
والطريف أن كاثرين بيغلو مخرجة "خزانة الألم" هي طليقة جيمس كاميرون مخرج "أفتار"، ما يجعل التنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان ينحصر في إطار عائلي، ولكن الدهشة الحقيقية تمثلت في عدد الجوائز الكبيرة التي حصدها "خزانة الألم" رغم تواضع مستواه الفني وإمكانياته.
"خزانة الألم" بطل جوائز الأوسكار لهذا العام، تدور أحداثه في أجواء الحرب الأمريكية في العراق، ويتناول قصة فرقة عسكرية تعمل في نزع الألغام بالعراق، ويلقي الضوء على مدى معاناة الجنود العراقيين في تلك الحرب، ويتبنى وجهة النظر الأمريكية غير الرسمية المعترضة على تورط الأمريكان في تلك الحرب، والداعية لعودة الجنود إلى بلادهم، والتوقف عن المشاركة في مثل هذه الحروب.
ويتضمن الفيلم الذي جرى تصويره في الأردن، قصص حياتية للجنود الأمريكيين في العراق، لدرجة تقترب جدا من الواقعية، حتى أن بعض القيادات في الجيش الأمريكي بالعراق اعترضوا عليه، واعتبروه محاكاة مباشرة لأعمالهم في ساحة الحرب، واعترضوا على ما تضمنه الفيلم من بعض المعاني التي تشير إلى هوس الجنود وإدمانهم للحرب.
وفي كلمتها أثناء تسلم جائزة الإخراج تقدمت المخرجة بيغلو بالشكر إلى كل من ساعدها في إخراج هذا الفيلم، وخصوصا جهاز الـ C I A وقيادات الجيش الأمريكي، ما يؤكد سيطرة الشأن السياسي على جوائز المهرجان بشكل واضح وصريح. وهو انعكاس لوجهة النظر غير الرسمية السائدة في الولايات المتحدة ضد الحرب عموما، والحرب في العراق وأفغانستان على وجه الخصوص، كما ظهر ذلك بوضوح في كلمة المخرجة أثناء حصولها على الجائزة، عندما أهدت جائزتها للجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان، وفي كل مكان من العالم، من منطلق إنساني بحت يتمثل في رغبتها في عودة هؤلاء الجنود إلى وطنهم.
أكثر من حائز على الجائزة استخدموا تلك الصيغة السياسية والعسكرية، وعبروا عن رغبتهم في انتهاء الحرب وعودة الجنود خلال تسلمهم جوائز الأوسكار، ومعظمهم من المشاركين في فيلم "خزانة الألم"، ما يؤكد حضور السياسة بقوة وفرضها لسطوتها على الجوائز، باعتبارها المعيار الأكثر تأثيرا، برغم أن المشهور عن جوائز الأوسكار أنها تعتمد على المعيار الفني بالدرجة الأولى، ولا تضع الاعتبارات الأخرى في حسبانها، في حين أن عادة ما يحدث العكس ويتم اتهام تلك الجوائز على الدوام بأنها "مسيسة"، أي أن الاعتبارات السياسية صاحبة الأولوية، ما ظهر جليا في هذه الدورة، إذ أن فيلم أفتار- المبهر فنيا بحسب النقاد- كان الأنسب لحصد هذه الجوائز، لولا تدخل البعد السياسي بقوة ليغير مسارها.
كانت الاعتبارات غير الفنية، وربما الإنسانية بالأساس وراء بعض الجوائز، مثل جائزة أفضل ممثل التي حصل عليها جيف بريدجز عن دوره في فيلم "قلب مجنون" الذي جسد فيه شخصية مغنٍّ فاشل، ليتغلب على المرشحيْن الكبيرين للجائزة، وهما جورج كولوني ومورجان فريمان. رغم أنه ليس على نفس درجتهما من الشهرة.
وفي مقابل ذلك حصدت ساندرا بولوك جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "البعد الآخر" وهو أول ترشيح لها، رغم مشوارها الطويل، التي عرفت خلاله بتقديم الأفلام التجارية الخفيفة، وربما تم منحها الجائزة باعتبار شهرتها الواسعة وحضورها الطاغي إلى جانب الأداء المميز في الفيلم والقصة الإنسانية التي يحملها.
من الأبعاد السياسية التي ظهرت في الحفل أيضا، الاستعانة بالمذيعة الشهيرة أوبرا وينفري لتقديم مرشحة لأول مرة، وممثلة لأول مرة أيضا، هي غابوري سيديبي بطلة فيلم "بريشوس" الذي تدور أحداثه عن العنف الذي يتعرض له المراهقون. وتقوم فيه بدور فتاة أمريكية زنجية، تتعرض لضغوط ومتاعب كثيرة. ويبدو الربط السياسي أو العرقي واضحا في اختيار أوبرا وينفري لتقديم هذا النموذج الذي حاز تعاطف وإعجاب جميع من حضروا الحفل.
ويبدو أنه التعاطف والإعجاب نفسه الذي تم وضعه في الحسبان لدى ترشيح غابوري لجائزة أوسكار أفضل ممثلة، أمام ميريل ستريب وكاري موليغان وهيلين ميلين، إضافة إلى ساندرا بولوك التي حصلت على الجائزة في النهاية. |
| |
|