ميلودي تعلن توبتها.. مضطرة

كتب ديانا الضبع
علي مدار سنوات استطاعت حملات إعلانات قنوات ميلودي أن تكون the talk of the town أو حديث المدينة كما يقال.. وبالتأكيد فإن الفتيات المصريات واجهن معاكسات في الشارع تقول «أكيد مامي نحلة عشان تجيب العسل ده كله» كما صار الكثيرون يرددون عبارة «أيوه كدة يا وديع».. تختلف مع هذه الحملات أو تتفق لكنها حققت نجاحاً باهراً طبقاً لتعريف علماء التسويق والمبيعات والتنمية الذاتية لمصطلح «النجاح في تحقيق الهدف».. فقد نجحت هذه الحملات في جذب الشريحة العمرية التي استهدفتها القناة وهي الشباب الذكور من سن 16 حتي 25 سنة كما صرح لنا (محمد حمدالله) مخرج إعلانات ميلودي ومبدع أفكارها في حوار سابق له معنا.. فقال «أقابل ستات وبنات يبدين استياءهن من إعلانات ميلودي فأقول لهن.. «مش مهم انتم مش المستهدفين». لكن وبانضمام قناة ميلودي دراما إلي باقة قنوات ميلودي تغيرت الشريحة العمرية والجنسية المستهدفة فقناة مخصصة للمسلسلات من الطبيعي أن تستهدف النساء خاصة ربات البيوت والأطفال ومن هنا بدأ التفكير في عمل حملة إعلانية لتعلن ميلودي توبتها علانية لضمان جذب الجمهور المستهدف خاصة مع وجود عدد لا بأس به من قنوات المسلسلات في سوق الفضائيات.

أعلنت توبتها أمام الأمهات اللائي يعتبرن أن قنوات ميلودي وإعلانات ميلودي هي السبب في فساد أبنائهن كما أعلنت توبتها أمام الزوجات اللائي عانين منها علي مدار ما يزيد علي خمس سنوات ويدعون عليها ليل نهار لما قامت به من جذب انتباه الأزواج بعيداً عنهن رافعة لديهم مقاييس الأنوثة والجمال تلك المقاييس التي لا يتمكن 9,99% من الزوجات المصريات من الوصول إليها.

- خصوم الماضي

فجأة تحول خصوم المحطة الذين كانت تضرب بهم عرض الحائط إلي جمهور مستهدف فكان الحل الوحيد كما يقول (محمد حمدالله) عمل حملة جديدة لتوضيح الموقف وإعلان التوبة ووضع النقاط فوق الحروف وتقديم الوعود أمام الجمهور الجديد.

بعد أسبوع من (التريلرز) أو الإعلان التنويهي عن الحملة الإعلانية الجديدة لميلودي عبارة عن 3 ثواني و3 عبارات تقول «ميلودي.. الحملة الجديدة.. 8 أبريل» بدأ بث أول إعلان في الحملة الجديدة الذي سوف يتلوه إعلان آخر خلال أسابيع كما قال لنا (حمد الله).

- التوبة

نما إلي علمنا معلومة تقول إن ميلودي سوف تغير توجهها إلي توجه محافظ.. اتصلنا بحمدالله فأكد لنا المعلومة لكنه أوضح أن هذا التغيير خاص بحملة قناة ميلودي دراما فقط فتوقعنا أن يكون الإعلان محافظا بالفعل لنفاجأ بأنه وبالرغم من أنه يحمل وعدا بأن تكون قناة الدراما محافظة ومحترمة وخالية من (السفالة) علي حد وصف جمال مروان نفسه إلا أنه أي الإعلان في حد ذاته لا يخلو من هذه (السفالة) التي هي في الحقيقة انعكاس لواقع الكثيرين. يقوم الإعلان علي فكرة تصوير الأجواء التي ظهرت فيها فكرة الحملة والبدء في تنفيذها ويظهر فيها جمال مروان بنفسه وعدد من الشخصيات الحقيقية التي تصنع الإعلان خلف الكاميرا وأمامها.

- أبواب الحانة

يبدأ الإعلان بمشهد أبواب أحد الحانات الشهيرة يقف عليه شاب وفتاة يفتحان الأبواب وترحب الفتاة بمستر (حمزاوي) الشخصية المعروفة.. بطل الإعلان الذي نجده يدخل إلي الحانة المليئة بالصخب والرقص يسير بمشية راقصة في ثقة مبالغ فيها.. ثم نعرف أن ذلك الشخص هو (محمد حمزاوي) مخرج إعلانات ميلودي.. وفي حقيقة الأمر يقوم هذا الشخص بدور (محمد حمدالله) المخرج الحقيقي لإعلانات ميلودي الذي اختاره لأداء دوره فنجد أن هناك أكثر من علامة علي الثقة المفرطة في النفس تبدو من أول وهلة في الريشة التي تعلو القبعة التي يرتديها كما أنه عندما يتحدث عن نفسه لا يقول (أنا) لكنه يقول (حمزاوي) فنجد أن (نيكول سابا) الجالسة في أحد أطراف الحانة تناديه قائلة له «حمزاوي.. مش هانشتغل مع بعض بقي» فيرد عليها قائلاً «نيكول حبيبتي قولتلك حمزاوي مابيعملش كليبات».. يظل حمزاوي متألقا منتشيا حتي تأتيه مكالمة هاتفية من (بسنت) سكرتيرة جمال مروان تخبره بأن «مستر جمال عايزك بكرة الصبح في مكتبه» وأثناء المكالمة نعرف أن سكرتيرة جمال مروان لديها عقدة جنسية فنراها تقضم فرع زرعة صبار فارعة وعلي وجهها علامات انتقام.. وتتأكد من حقيقة العقدة الجنسية لدي بسنت صحة فهمنا للإيحاء عندما يذهب إليها حمزاوي في المكتب ويغازلها فنجدها تضع قلم رصاص في براية تعمل آلياً ثم تنتفض وتقول له «حمزاوي ماتخلينيش أعمل فيك اللي عملته في جوز أمي».. وترزع القلم الذي كانت تبريه مقصوفا أمام حمزاوي فيصاب بالرعب و(بسنت) ليست الوحيدة حيث تظهر معظم الشخصيات في الإعلان بهواجسها وعقدها وممارساتها الجنسية.

- جمال مروان

الطريف أن جمال مروان يظهر في الإعلان كشخص عصبي فظ لا يهمه غير جمع الأموال بأي وسيلة فنجد أن الفنان هاني رمزي يخرج من مكتب جمال مروان في عصبية شديدة ملقيا بحقيبته علي الأرض قائلا «ده مش بني آدم.. إن مارويتك يا جمال يا مروان!!» ثم يدخل حمزاوي إلي جمال فيقول له جمال عن المهمة الجديدة وهي عمل حملة إعلانية لقناة ميلودي دراما فيسعد حمزاوي ويقول «يبقي هانولعها» فيفاجئه جمال قائلاً له «تولع مين يا حبيبي!! دي قناة للأسرة والمعلنين قالولي مش هايدفعوا ولا مليم لو فيها أي سفالة.. وتجيبلي بوبي جديدة.. البنت القديمة عملالي مشاكل كتير في الجرايد» فيعارضه (حمزاوي) قائلا له «واحنا من أمتي وبنعمل حساب للمعلنين يا مروان؟ إحنا بنعمل فن!» فأجابه مروان ساخراً «فن!! إحنا بنعمل فلوس» فرد عليه (حمزاوي) «أنا آسف يا جمال.. حمزاوي مش هايرضي يعملك الحملة دي» مما يثير غضب جمال مروان فيصرخ في وجهه «يعني إيه يا حبيبي؟؟ أنت ماضي عقد.. ده أنا اسجنك!!» فينصاع (حمزاوي) إلي مطالب صاحب القناة ويطلب من المساعد الخاص به الذي نجده يترك امرأة تبدو عاهرة علي السرير ليرد علي مكالمة حمزاوي فيتلقي منه أمرا بإحضار كل العاملين في الحملة السابقة ويخبر حمزاوي (بوبي) أن جمال مروان لا يريدها في الحملة الجديدة فينتهي الإعلان و(بوبي) تدعي علي جمال مروان الذي أخذها لحم ورماها عضم.

يعلق حمدالله علي مسألة تغيير ميلودي دراما لتوجهها قائلاً «في الحملات القديمة كنت أعكس ما يدور في الشارع.. وفي المجتمع.. فالمجتمع شتام ولديه هواجس جنسية لكننا اضطررنا إلي تغيير توجه الإعلانات في هذه الحملة ليس تراجعا عن رؤيتنا أو مبدأنا لكننا لا نريد أن (نخض) النساء ونريد أن نطمئنهن علي أطفالهن الذين سوف يشاهدوننا».

تسلمي ياقمر على الموضوع
دوم تميوز وابداع
تحياتي بالستمرار