قد زارني طيفها في المنام بعدما حرمني الواقع منها وحالت بيننا البلدان
فوجدتني تائها ولهان, فهمست في أذني وقالت لي:قم,فهذا يوم الغرام بدل المنام
فقلت لها:ومن تكونين, أملاك نزل من الجنان أم مارد من جان؟
فأجابتني: وهل جزاء المتيم الولها زيارة الجان؟
فقلت لها :أين ينتهي بنا المطاف ياملاكا سحر المدينة فجعلها كالأطلال
فقالت :سنمضي إلى بحر الأحلام ونسبح فيه وونرى به الأحبة والخلان
فلما وصلنا وجدنا رمله وردا وماؤه عسل وكل متيم بالغرام قد التقى بشقه الثاني
والجمع سعيد فرحان ووجدنا صرح قيس وليلي
ثم قالت لي اغمض عينيك ,ففعلت ,ثم قلت :افتحهما,فلما فتحت رأيتها كالشمس قد أقبلت في غير أوانها
وقد تزينة بعقد من الؤلؤ والجوهر حول عنقها فازداد جمالها واشتد قوامها ثم ابتسمت حتى بان البرد من بين شفتيها
التي كانت تشبه احمرار الشمس عند المغيب وقالت لي:هذا بحر أحلامك فاسبح فيه فسفينتك أمانيك وماجاديفك
عزائمك وقوة صبرك فقلت لها:أخشى الغرق, فقالت لا تخف سأكون بجانبك حتى لا تتحطم إرادتك
لكني بعدها سأغيب عليك ولا تنادين ولكن اهمس في نفسك لتتحقق أمانيك
أذكرني ولا تنساني واهمس لي ولا تناديني ولا تذرف دمعة من عينيك لأنها ستأذيني وتحرمني من الرجوع إليك
|