دبي – صدى الملاعب
وسط
تفاؤل بالأجواء التي تسبق اللقاء المرتقب بين فريقي مصر والجزائر في نصف
نهائي كأس الأمم الإفريقية في نسختها رقم 27 بأنجولا، اختص الأستاذ أشرف
محمود -رئيس القسم الرياضي بمجلة الأهرام العربي والمعلق الكروي الشهير-
موقع صدى الملاعب بمقالة تدعو لطيّ صفحة الماضي، فماذا قال؟ قال:"لا أدري ماذا أصاب العرب؟ وأين غاب أصحاب الحكمة منهم؟ فكل يوم يمرّ
علينا نظن معه أن العقل سيفرض نفسه ويعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، نجد
اليوم يأتي الذي بعده يأتي، وتتكرر الأيام وتتوالى الأشهر، ولا جديد يذكر،
وإنما القديم يعاد، حتى بلغ مرحلة الملل، وبات ينذر بعواقب لا أحد على وجه
البسيطة، يمكن له أن يتوقعها أو يحدد كيفية السيطرة عليها حال وقوعها•فالأجواء المسمومة تزداد، وتتسع رقعتها كبقعة الزيت، التي تهدد باشتعال الحريق في الأرض ليأكل الأخضر واليابس•الكل يأكل في لحم الآخر على رغم أنه أمر منهي عنه في القرآن الكريم: "أيحب
أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" ولا يتورع عن الخوض في الأعراض
ودهس المقدسات، وتغيير المسلمات، من أجل ماذا كل هذا؟ من أجل جلد منفوخ
يجري خلفه 22 لاعبا، ويتسمر أمامه مئات الآلاف في الملاعب أو أمام الشاشات
وخلف المذياع، ينتصرون لفوز لا قيمة له ولا طائل من ورائه، ويدهسون في
سبيل تحقيقه كل القيم والمثل والأعراف حتى صارت أمتنا العربية، التي اختار
الله منها خاتم أنبيائه، وأنزل آخر كتبه المقدسة بلغتها، ليحفظها إلى يوم
القيامة، صدقت في هذه الأمة مقولة الشاعر أبو الطيب المتنبي "يا أمة ضحكت
من جهلها الأمم" والجهل هنا وصف يصادف أهله، فكل ما حدث بيننا ومنا -لا
أستثني أحدا من أبناء الأمة العربية- حدث نتيجة جهل بالتاريخ والجغرافيا،
بالجذور والثوابت، بالدم والنسب، ثم جهل بالدين الذي نزايد به على بعض،
حتى صار أجهلنا يستخدمه ليبرر فعلته، أين العقل؟ وأين الحكمة والحكماء؟
لماذا تركوا الجيل الحالي يعبث بكل الثوابت فيحيلها أثرا من بعد عين،
لماذا هذا الصمت المطبق صمت أهل القبور؟ وإلى متى الانتظار يا عرب؟ كيف
تقبلون أن يخاصم المرء أخاه فوق ثلاث؟ وكيف تنسون بقية الحديث الشريف
"وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"•إن زيارة واحدة لموقع إلكتروني عربي رياضي، كافية لنتعرف المأساة التي
باتت واقعا، وعلى الكره الذي سكن الصدور، وسوّد القلوب حتى صار بعضنا
يتمنى زوال الآخر، ألا تقرؤون ما يكتبه شباب من هذه الأمة، بلغ بهم الطيش
مبلغه، فما عادوا يفرقون بين الثوابت والطوارئ، بين الأصول والفروع، بين
الدم والماء•هل ينتظرون كارثة جديدة ليشقوا فيها الجيوب ويلطموا الخدود على رحيل
العروبة، أم أنهم موافقون على ما حدث ويحدث بين شباب الأمة، الذين باتوا
يتباهون بإعلان فرحتهم لخسارة فريق عربي، ويجاهرون بتشجيع فريق أجنبي ضد
فريق عربي، في مباراة لا تعدو أكثر من لعبة رياضية، لن تقيم وزنا لبلد أو
تعلي شأنه، إنني أطالب جامعة الدول العربية والحكماء وأصحاب الرؤى والعقول
في وطننا العربي بسرعة التدخل لوضع حدّ لهذا الشطط الذي أصاب شباب أمتنا
العربية قبل فوات الأوان، وإن لم يبادروا فعليهم تحمل مسؤولياتهم أمام
التاريخ والأجيال المقبلة، ولن يستطيعوا وقتها نفي الاتهام الذي سيلحق بهم
ويلتصق كما العار، بأنهم سبب انفراط عقد الأمة العربية، ومصدر سعادة
لأعدائها التاريخيين، وهوانها على الناس بعد أن تسببوا "بفرجتهم" على
الأحداث، في هوانها على نفسها وتقطيع أوصالها وأرحامها •أفيقوا يا عرب فليس لنا بعد الله في هذا العالم المتكتل سوى وحدتنا التي إن انفرطت، فلن تقوم لنا قيامة ولن تكون لنا قوة ولا حول•أفيقوا يا عرب، فالأمر جد خطير ولا ينفع الهزل أو الصمت أو انتظار ما
لايجيء للخروج من هذه الأزمة التي باتت تتصدر أولويات العرب، فليس هنا
أخطر على الأمة من تقطيع أواصرها•اللهم قد بلغت اللهم فاشهد•"